مار يوالاها الثالث (1281-1318م)

 

هذا الشاب كان مليح الصورة مخنجر اللحية ثم عمر في الكرسي حتى صار شيخا هيوما وهو من الترك من بلاد الخطا ورد من بلده في خدمة الخان المعظم وكان سبب مجيه الى هذه الارض لاجل زيادة بيت المقدس وكان قد انفذ معه القان ثياباَ حتى يعمدها في نهر الاردن ويعبرها على قبر السيد المسيح فحيث وصل الى الأُردو الاشرف وعرض فرامينه واحكامه على السلطان المعظم ابقاقان قال له في الجواب الطريق ما هي امنة وانتم لكم ذكر طايل وقد طلع خبركم وشاع في كل البلاد واخاف عليكم وكان معه رابه ومعلمه الذي علمه ومهره وتلمذه في الرهبنة اسمه الربان برصوما رجل عالم ماهر تام الخلقة طويل القامة مليح الشكل والصورة فكان جوابه اذا كان الامر على هذا فانّا نمشي الى خجمة ابينا وفطركنا مار دنخا الجاثليق ونتبارك منه ونعود الى بلدنا فحضر عنده في بغداد وبقي مذة طويلة وصعدوا جميعاَ الى الاردو واسامه الله سبحانه وتعالى قد اختاره للفطركة ما كان له طريق للمشي الى مرعيثه فرد الى اربل وسكن في دير [مار سبريشوع] باقوقا وفي بعض الايام قيل له من بعض الرهبان الحبساء القديسين ليس قعودك هاهنا مفيداَ تقوم تمشي الى بغداد لان الله قد اختارك ان تدبر بيعته وان الجاثليق تجده قد استناح والفطركة اليك تصير وكان اسم الراهب الحبيس [الذي قال له ذلك] ربان سولاقا فتجهز وحضر الىبغداد يوم الاثنين اول يوم الصوم الماراني فوجد [الجاثليق قد استناخ] والجماعة يصلون عليه في البيعة وبعد ما دفن فصعد الى البيم وبكا بكاءاَ شديداَ وقبّله في وسط فمه وقبل الفطركة منه مثل ما قيل له واستبشر جماعة [المؤمنين] بمجيئه وقالوا هذا هو جاثليقنا [وفطركنا] وبعد ايام كتب جماعة الاباء واهل بغداد له مخطوطهم بالرضا انهم قد اختاروه وتوجه الى الاردو الاشرف ودخل الى ابقاخان ففرح به وخلع عليه خلعة سنية مثمنة واطلق له اقامة كثيرة بشئ لا يحد من كثرته وانفذه ومعه امير كبير معظم اسمه اشمت من العظم [القاآني] ووصل الى بغداد بالاكرام والتبجيل وتجهز وانحدر الى دير المداين وكان وصوله يوما مشهورا وهو يوم السبت الذي صباحه الاحد الاول من معلثا ودخل بيت الاباء ومعه مار نعّمة مطران جنديسابور السايوم وايشوعزخا مطران نصيبين وموشي مطران اربل وجبرائيل مطران الموصل وايليا مطران باجرمي وابراهام مطران القدس وايشوعسبران مطران [الفالق] وتنكت وبريخيشوع اسقف الطيرهان وهو كان الركدياقون وحنانيشوع اسقف اخلاط وشمعون اسقف بلد والجصلونة وايشوعدناخ اسقف ميافارقين وجيورجيس اسقف معلثايا وشمعون اسقف التل وبربري وصليبازخا اسقف باداورون ويوسف اسقف سلماس وجبرائيل اسقف الرستاق وابراهام اسقف اشنوخ ومتّي اسقف داسن ويوحنا اسقف شوش وعمانوئيل اسقف الحصن وشمعون اسقف ارزن وقرياقوس اسقف اسقطرا واسيم فطركاَ [بالمداين] يوم الحد [الاول من قداس البيعة] وعليه بيرون فاختي سنة 1593 يونانية بسرجاد ... واسام في ذلك اليوم شمامسة كثيري العدد ولما خرج من المذبح صاعداَ الى البيم نشر عليه من [مثاقيل] خفايف ذهب ودراهم فضة شئ كثير وما كان لاحد في الهيكل موضع يقف من كثرة الشعب وانحدر الى دير مار ماري [السليح] وتقبل هناك على الرسوم المثبوتة وصعد الى بغداد وعمل القبال ونال من العز والجاه والسلطان ما لا ناله احد من قبله حتى ان ملوك المغول والقاآنية واولادهم كانوا يكشفون روسهم ويتركبون قدامه ونفذ حكمه في جميع الممالك بالمشرق وارتفع النصارى في ايامه الى عزّ عظيم وجاه كبير وانهبطوا في اخر ايامه الى ذلة ردية وتجدد عليهم اخذ الجزية [والاهانة] واستمرت الى هذا التاريخ وبنى ديراَ عظيماَ بالقرب من مدينة مراغة. وفي ايامه اخذت بيعة الجديدة والقلاية. وتوفي في ايامه من ملوك المغول سبع قاآنية وهم ابقاخان واحمد سلطان وارغون خان وكيختواخان وبايدوخان وقازان خان وخربنداخان وتولى ابو سعيد خان ابن خربند [خان]. وعمر هذا الاب طويلا واستناح يوم السبت ليلة الاحد الثالث من قداس البيعة وهو الثالث عشر من تشرين الثاني سنة 1629 [يونانية] بسرجاد زحد الواقع في سابع رمضان سنة 717 عربية ودفن في الدير الذي عمره على اسم مار يوحنا ولما تغلب المسلمون واخذوا الدير نُقل جسده الى دير مار ميخائيل ببلد اربل وكانت مدة رياسته سبعة وثلاثين سنة وخلا الكرسي من بعده ثلاثة اشهر وثمانية ايام.