مار شيلا 505

 

من اهل المداين وصار اركيدياقون بابي وكان له زوجة وبنت وكان عالما الا ان مقابحه كثيرة لمحبته الدراهم وجمعه لها والاكل والشرب والطيب والعجب واسيم بالمداين على الرسم واخذ قماش البيعة ودفعه الى ولده وعاتبه الناس وتجرد لخطابه ماري الملفان فحرمه. وكان قباذ يكرمه بسبب بوزق اسقف الاهواز لانه شفاه من علة كانت به وكان النصارى لاجل ذلك على سكون وبنيت البيع. وكانت زوجته تحمله على جمع المال والعدول عن الحق كما فعلت مامويه ببرصوما في طرد مار نرسي والنساء لهم عادة مثل ذلك وان كان فيهن من كان سببا لخير مثل سارة ورفقا وهالانا ووالدة جريغوريوس صاحب أزينزوا. وتندم برصوما على صرف مار نرسي حين قرأ مامرين له وردّه وأكرمه طول ايام حياته. وبقي ثمنية عشر سنة في الجثلقة ومات. وكان اقاق الجاثليق حرم افقيس فطرك القسطنطينية لما زاغ عن مذهب الحق ومال الى مذهب الملك. وملك بعده يوسطتوس الملك على روما واظهر الامانة والاقرار بالجوهرين وفي ايامه اجتمع ماية وثلثة واربعون اسقفا وحرموا ساوري وشيعته وجميع من يقول بجوهر واحد واخرج المخالفين والهراطقة من ارض الروم وكان في ايامه انقطاع المطر والجراد والثلج مدة. واجتمع مع يوحنا فطرك اورشلم ثلثين اسقفا وحرموا ساوري واجتمع ايضا بصور اربعون اسقفا وحرموه وتشرد في البلاد وحصل في برية مصر ومات وأكل الذباب جسده. ولما مات يعقوب السروجي قوي مذهب ساوري يعقوب البراذعي وهذا قصد المشرق ومال الى قوله اهل تكريت وكرمي والحصّاصة وانتشر من دعا باسمه وعاش ثلثة وسبعين سنة وصبه جيورجيس وجيورجيس وجعلهما اسقفين وجعلاه جاثليقا. ونفى بوسطتوس الملك جميع الهراطقة وحبسهم وهرب كثير منهم الى الشام وكتب ينفي من يعتقد غير الجوهرين ووافى بعضهم الحيرة وخرج شيلا الجاثليق اليهم وفضح اعتقادهم وكتب يوسطوس الى النعمان باخراج المنفيين عنه ففعل ومن بقي ردّه مار عبدا ابن حنيف عن مذهبه. وجمع يوحنا فطرك قسطنطينية ثلثة واربعين اسقفا وحرم ساوري ويعقوب واشياعهما واعاد عظام ماقيذونيس الفطرك ودفنها وبقي سنتين وكان بعده افيفنيس وكان ملفانا وجمع الاباء وحرموا فطرا وساوري ويعقوب بامر يوسطنوس. وكانت في السنة الاولى من مملكته زلزلة عظيمة حتى سقطت مدينة اللاذقية كلها. وفي ايامه عصى اليهود بفلسطين واقاموا عليهم ملكا وانفذ اليهم من قاتلهم وردّهم الى الطاعة. وفي ايامه ظهر في السماء علامة مثل الرمح مدة اربعين يوما ولما تقلد انوشروان الملك بعهد ابيه له قتل اخوته ورؤساء الجيش فزعا مما جرى على ابيه منهم وكان يعرف الفلسفة ويحب النصارى.