بعد موت
الجاثليق يابالاها الثاني، اجتمع أساقفة المشارقة من السريان
(الاشوريين) "وطلب كلّ واحد منهم الرياسة لنفسه"، على قول
صليبا. ربّما كانت هذه علامة طيّبة: كان المنصب مرغوبا فيه لا
عنه! انقسم العلمانيون الى حزبين: منهم أقلّية ترشح الأسقف
سبريشوع بن المسيحي الذي كان، فضلا عن علمه وفضله وتقواه، من
أخوة الأطبّاء المشهورين من بني المسيحي، وهذا مّما لا بأس
فيه. وأمّا الأكثرية من العلمانيين فكانت تفضّل أن ينتخب
الاساقفة سبريشوع بن قيوما، الذي كان، على قول صليبا، ابن أخي
الجاثليق السابق، فتعلّم عليه فن السياسة "والعلاقات العامة"،
وكان مثل عمه: "يكاتب الشعب ويستميل قلوبهم".
دامت
جثلقة سبريشوع بن قيوما أقل من ثلاث سنوات، ومات سنة 622 \ 11
حزيران 1225، بعدما دبّر الرعية تدبيرا حسنا، ودفن بالقرب من
عمه. |