نرسي واليشع (524-538م)

 

الجاثليقان اسقطا لسوء فعلهما بعد موت شيلا ووقع الخصام بين الناس بسببهما وتوسط الامر يوزق اسقف الاهواز وكان طبيباَ وعالج زوجة الملك من مرض كان بها وشفيت على يديه فاختار نرسي لانه كان عالما خبيراَ ملازماَ للصوم والصلاة وقراءة الكتب وكتب الناس خطوطهم بالرضا به بحضرة الانجيل في بيعة اسفانير واستدعى الاباء اسياميذه وخرج يوزق الى الملك بحلوان يستأنه. فالتف لفيف من القسان والمؤمنين مع اليشع ولم يرضوا باختيار نرسي وكان اليشع من اهل المداين ومال اليه قباد لمعرفته بصناعة الطب وزوّجه لاجل ذلك شيلا بابنته ووصى ان تعقد له الجثلقة بعده وصار معه قوم من الاباء وعقدوا له الفطركة باسفانير وهذا بخلاف العادة وعنى به بيروي متطبب الملك ولخوف نرسي ان يتم لاليشع مضى الى بيعة المداين وجمع من اجتمع له من الاباء وصار كل منهم يسيم الى كل بلد اسقفاَ وكان في كل بيعة مذبحين وتفرق الناس وصاروا فضيحة عند المخالفين واغتنم بذلك الابرار . وطاف اليشع البلاد وصار يسيم الاساقفة ولم يقبل اهل كشكر الاسقف من قبله وجرت فتن عظيمة ومات نرسي وحرم الاباء اليشع وكانت مدة الخصومات المتصلة خمسة عشر سنة. وفي هذه الايام اجتمع الاباء اليونانيون في كل صقع وحرموا ساوري وشيعته. واسياميذ نرسي كان في الجمعة التي يعمل فيها الشعانين الصغير والمُعنى باليشع كان بيروي المتطبب. واسقط اسمهما لتجاذبهما في الرياسة وافسادهما البيعة.