مار ماري: (49-82 م)

 

السليح صلاته تحفظ كافة المومنين احد المرسومين من السبعين عبراني بدأ بالدعوة ونصًر الناس ببابل والاهواز وسائر كور دجلة وفارس وكشكر واهل الراذائيين وكان بها رجل واسع الحال اسمه هلقانا فبنى ثلثماية وستين بيعة وعمرا وديرا ووقف عليها الوقوف وتوجه الى مدينة سليق وهو شرقي المداين وقطيسفون غربيها وهذه المدينة بناها سلوقس احد عبيد الاسكندر وقوم قالوا ان المداين من بنا سمرم ملكة بابل. وكان معه ديانوسيوس القس وصادف المجوسية بها قوية والمضيً مع اللذات فكتب الى ادي يستعفيه منها فكتب له بالقانون يمنعه من ذلك فتلطف الى ان ردهم وكان المجوس لهم عادة عمل الفجر وكان للشبان فجر وهو دعوة يجتمع الناس فيها على وجه الدين بشرائط معينة وللاحداث والمشايخ فجر. فقصد فجر المشايخ لانهم الين عريكة واقبل نحوهم ويكلمهم باعذب لفظ فخف على قلوبهم ورئيس الفجر لحقه علة صعبة قارب منها التلف فدخل ماري واقامه بالصليب فلما دخل اصحابه عليه اخبرهم بعجيب ما راى واقرً لماري بالالاهة فقال له ماري لست كما تظن لكني رسول خالق السما والارض والشمس والقمر وسائر المعبودات انفذني لتؤمنوا به وبابنه ايشوع المسيح فان آمنتم عشتم وتعدلوا عن عبادتكم لما لاعقل له ولا تمييز وانما خلق من اجلكم. واعتل بعد ايام خليفة رئيس الفجر فشفاه وامن جميع اهله وانفتح الباب قدام القديس ولما شاهد ذلك رئيس الفجر ايقن حم بان الامر سماوي وقال لا يجب أن تجلس في الفجر اخيرا وبسبب الناس ما تمكنوا ان يجلسوه في الصدر ولكن تحتهم.  فوقعت القرعة عليه في عمل الفجر فقالوا اعمل الطعام ونحن نكفيك ما سواه فقال ما انا الى ذلك محتاج وكتب الى ادي رايه اعلمه ذلك والتمس منه ما يحتاج اليه فانفذ له اكثر واتخذ الفجر وتسمع في ذلك من الالحان ما لم يعهد مثله وتسامع اهل الفجرين فحضروا ووقع في قلوب الناس انه اله وانطاع له كل احد. وعمل الايات والعجائب في بناء البيع ومن جملتها البيعة الكبيرة بالمداين وبيعة داورتا ببغداد وقت عوده الى الطيرهان ومار ابا وسًع بيعة المداين على ما هي الان. ومضى الى دورقني وكان بها امراة نبيلة جليلة اسمها قنى فسارعت الى الايمان به وقبلت المعمودية واباحته ضياعها وسبب ايمانها انه ابرأها من برصها. وبنى الدير الذي دفن فيه وكان بيتا للنار. وصار من بعد الى كشكر واهلها عباد الوثنيين بها ولما امنوا كسروهما وتلمذهم وعمدهم واسام لهم اسقفا وهو اول اسقفا اسام ولهذا صار هذا الكرسي اول الكراسي وقوم قالوا ان ترتيب الكراسي كان عند اجتماع مار ماروثا اسقف ميافارقين مع مار اسحق الجاثليق وترتيبهما القوانين ومن جملتها ترتيب اسقف كشكر اول الاساقفة وناطر الكرسي. وانحدر مار ماري الى دستميسان وبلغت دعوته الى بحر فارس وصوًر في البيع صورة*السيدة والاشخاص إلابرار بعد شخص سيدنا لتستنير قلوب المؤمنين برؤيتها تأسيا بالسيد في انفاذه المنديل الى ابجر وعليه صورته. ونقل الى إلفردوس ودفن بدورقني وكانت مدته ثلثة وثلثون سنة وكان المؤمنون من المجوس بالمداين يجتمعون على عمل الفجر بعد الرازين على قانون المحبة متجنبين الطريقة الذميمه وهكذا يفعل اهل الجبل. والسبب في تسمية بيعة المداين كوخي لانها كانت اكواخ لأكرة (فلاحين) ماردنشاه رئيس اقطيسفون ولما شفى مار ماري ابنته استوهبها منه ومار ابا وسعها بمال عبد المسيح الحيري وابرهيم الجاثليق الثالث شرع في فتح قبر مار ماري فخرج عليه منه زنابير. وقبل وفاته دخل الابلة وبنى بها بيعة القدس وفيها قلاية يوحنا الديلمي ورهبانه الى الان يسكنونها. واستناح مار ماري في سنة ثلث وتسعين وثلثمائة للاسكندر في الجمعة الثانية التي بعد سابوع السليحين التاسع عشر من تموز وشمعون برصباعي يوم جمعة الصلبوت الثالث عشر من نيسان سنة خمس وخمسين وستماية