مار معنّ (420-421م)

 

كان مطران فارس وكان ماهرا بالسريانية والفارسية ونقل كتبا كثيرة من السريانية الى الفارسية. واعجب به يزدجرد ولما دخل عليه مع يبلاها وبعد يبلاها كما ذكرناه اختارته الجماعة وسألت صاحب جيش يزدجرد سوال الملك في بابه فاجابها وخاطب الملك واعلمه انه فارسي ويصلح لخدمته فأسيم وظن الناس ان الامور تتجدد على يديه فلم يكن كما ظّنوا. ودخل يوما الى يزدجرد ومعه جماعة من الاباء فلما بصر به ذكر هدم بيت النار وظهر آثار الغضب في وجهه فقال كما ان قيصر مسلط في مملكته ان يفعل ما احب هكذا اناء فاجابه نرسي القس ذلك مسلط ان يأخذ الجزية والخراج فاما ان يلزم الناس الانتقال عن مذاهبهم فلا. فاغتاظ الملك وامر بقتله فقال الجاثليق انما اجاب عن السؤال. فخرقت ثياب معنا وقتل القس بعد ان عرض عليه الكفر فلم يفعل. ونفي معنا الى فارس فأتصل بيزجرد انه يدير رعيته فأمر بحبسه ةبعد مدة استنقذه بعض الرؤساء وخرج وحرم من يسميه جاثليقا في حياته وبعد موته. وفي هذه الايام تنصّر اهل نجران واصل تنصّرهم ان رجلا تاجرا منهم اسمه حيان خرج الى القسطنطينة واجتاز بالحيرة وشاهد جموع النصارى وحسن ايمانهم فتنصر على يده خلق من حمير والحبشة وبعد مدة ملك عليهم رجل يهودي يقال له مسروق فقتل منهم خلقا. ولقي يزجرد بغضة المجوس لما عامل به النصارى من الاكرام اول مرة وكانوا يلعنونه فلما عاد من سجيته الى الضلال عاوده الصداع فمات. وملك بهرام ولده وكان مستهترا باللعب واطلق يد صاحب جيشه في النصارى فهدم البيع ورمى عظام الشهداء في الماء وقتل الناس وتناول ما كان صحب يبلاها من الات المذابح عند نفوذه الى الروم وأكرم المجوس. ويعقوب المقطع استشهد اول ايام بهرام وكان مقدما من اهل جنديسابور واغتره يزدجرد ونقله الى المجوسية ورفعه. فلما علم ذلك اهله كتبوا اليه بالتعنيف فندم واظهر النصرانية ففزعه بهرام فلم يلتفت اليه فامر بتقطيعه عضوا عضوا لعلّه ان يرهب فكان كلما قطع منه عضوا شكر الله ويسله خلاصه من العالم وضربت عنقه في تشرين الثاني في سنة ماية وثلثين للاسكندر. وفي ايامه قتل عقبلاها مطران باجرمي وكان والد هذا نصرانيا وطالبه سساببور بالسجود للشمس فاجاب وامتنع الولد وترهب وترك الدنيا واعطي درجة الكهنوت وعمد خلقا من باجرمي وابرأ ابنة بهرام وساله الكف عن النصارى واذيتهم ففعل. ولما هزمه الروم عاد عن ضمانه للمطران واخذ هذا المطران الة البيع ودفنها وذكر موضعها في جلد حذرا من المجوس وامر بهرام بقتله وهدم البيع وطولب بالالة ولم يعترف بها وقتل. فلما زالت محنة النصارى وجدت الالة في ايام يوحنا المطران الثالث منه وهذا ينى البيعة الكبرى. واحبّ بهرام ان يقبل تاذاسيس باللقا فلم لم يتم له وانفذ تاذاسيس اصحابه لقتاله فقتل الفرس وانهزم بهرام ودعته الضرورةالى اطلاق بناء البيع. وفي هذه الايام كانت فطركة مار نسطوريس وتفسير اسمه ابن الصوم وكان تلميذا لمار تادوروس وافرهاط النخريط وفطرك على قسطنينية وكان ملفانا بانطاكية مشهور الاسم وكان تاذاسيس يميل اليه ويسله الصلاة عليه وكان تدبيره حسنا ومنع اهل البدع والمخالفين من البيعة واحرم الديرانيين الذين كانوا يدورون الاسواق ويبيتون خارج ديرهم وهدم مواضع الاريوسية التي كان بنوها بقسطنطينية وكان منهم قوم في خدمة الملك فافسدوا راي الملك عليه. واخت الملك كانت ديرانية وكان عادتها ان تاكل مع الفطرك يوم الاحد بعد الرازين وجميع من معها وكانت صورتها في المذبح وتحضر عيد الفصح وتدخل المذبح قبل اخيها. فمنعها جميع ذلك فصعب عليها فشكت ذلك الى اخيها. وحسده قورلوس على علمه وفضله مع كونه شابا. وفي بعض الايام خطب بعض القسان خطبة قال فيها ان مريم ولدت انسانا وتشاجر الناس واجتمعوا اليه فقال لا يقال انها ولدت انسانا كما اعتقد فولي ان المسيح انسان حسب ولا الها كما ظن افوليناريس انها ولدت الها لكن مسيحا هو من اله وانسان فاستحسن الناس هذا مع شهادات اتى بها من الانجيل ورسايل فولوس المنتخب. فوجد قورلوس الفرصة واستعان باخت الملك واهدى الهدايا الجليلة للاساقفة ولرؤساء المملكة واجتمعوا على مناظرته وتلطفت اخت الملك حتى نفي الى برية بأرض الحبشة واقام بها ثمنية عشر سنة ومات. وطرد الاساقفة الذين لم يجتمعوا على حرمه. وله كٌتب في الرد على المخالفين كثيرة. والاسباب التي دعت قورلوس الى عداوته جمعه لعظام يوحنا فم الذهب ودفنها مع عظام الاباء ومنعه الديرانيين من المشي في الاسواق وان يقيموا فيي المدينة ومنعه الرواهب والديرانيين من الحضور مع الرجال ليلا ونهارا احتجاجا بالرهبنة وقورلوس اطلق ذلك وترتيبه شماسا ورا القس اذا قدس يسمع الشعب اخر ما يقوله القس وتفرقته فاضل داخل البيعة على اهل الفاقة وامتناعه من اخذ الرشى  على الكهنوت ومنع حضور رؤساء البيعة الدعوات وقبول برّ الناس ومنعه اصحاب اريوس من بناء بيعة في اعماله وبطلبه المخالفين وكشفه لهم بالمناظرة واخراجه صورة اخت الملك من البيعة وتلعنه ان يطلق على المسيح انه انسان حسب او اله حسب لكن الجميع وفي اثنا الشغب كتب قلسطياني الفطرك الى مار نسطورس اّنا نظرنا في امانة اخينا قورلوس فوجدناها صحيحة فاعرض علينا امانتك فان فعلت والا فصر الينا فان تاخرت بعد عشرة ايام قطعناك. فاجاب بان هذه حال وقف عليها مار يوحنا فطرك انطاكية ومن معه من الاساقفة فرضوا بالقول بان مريم ولدت مسيحا وانه موافق للحق واذا شاهدنا جمع انصاف حضرناه. وعند وقوف يوحنا على صحيح قول مار نسطوريس كتب الى اسقف قيسارية وكان صالحا فاضلا يسله اصلاح هذا الامر  وازالة سوق الشيطان عن البيعة واعلمه بانه شاخص بأمر تاذاسيس الملك الى افسوس للتبرك من عظام السليح مار يوحنا والنظر في هذا الباب. وقورلوس كان فطركا على الاسكندرية وانما سقط من عيون الناس لما التمسه من اسقاط اسم مار يوحنا فم الذهب وتسمينه اياه يهوذا المسلم.