مار خزقيال (570-581 م)

 

الجاثليق كان تليذ مار ابا وعٌقدت له الفطركة بعد يوسف وبعد مشاجرة جرت بين الاباء في معنى ملفان كان بالمداين اسمه ماري. وكان الملك يميل الى حزقيال. واستوذن في بابه واذن. واستقامت الاحوال على يديه واقرّ كهنة يوسف على حالهم بعد ان خشن لهم وعجب الناس من مار ابا فضل عجب في اختياره خبازّا وكان اسقفا على الزوابي ثم جمع جمعا وعمل تسعة وثلثين قانونا ثم ساءت اخلاقه مع الاباء قليلا ولما خرج مع كسرى الى نصيبين استقبله باكوس مطرانها استقبالا جميلا ومدحه على البام في الخطبة وحث الناس على بره. ونسب ذلك منه الى الملق ووعد الجاثليق عند عوده ان يحله واخلص نيته مع المسيح فقبضه اليه قبل العود من فتح دارا. كان بنصيبين من الملافنة ايشوعياب وابراهيم بن الحداد وحنانا وكان لحنانا ثمانماية تلميذ. وكان حزقيال يعيّر من بعينه ادنى سوء فنزل في عينه الماء وكانت مدته احدى عشر سنة وتوفي ودفن بالحيرة وقال قوم بالمداين. ومات انوشروان بعد اخراب الرقة وعدة بلاد وقيسارية لاجل اخراب الروم اكثر بلاده عند تشاغله بالاعداء وجلس بعده هرمزداذ ابنه وكان حسن السيرة بالنصارى وكان المجوس اذا خاطبوه بشئ يقول لهم ان الملك لا يقوم بقايميتين حسب وان النصارى امة السلامة فهي اصلح لنا وكان يوكد الوصاة بهم وكان يكرم حزقيال الجاثليق كثبرا. وفي ايام حزقيال دانيال الحزي وابيملك وشمعون وبنوا ديارات. وفي هذه الايام ظهر ربن برقوسرا واصله من نينوى ولازم القراءة وترهب وتزهد وتقشف  وقيل انه اجتاز على رعاة ياكلون لحما مع راهبين فلما وصل الشط حلفوه الرعاة بالمسيح ان يأكل فأكل ثلثة لقم فأنكر ذلك الرهبان فطرح كساه على الماء وعبر عليه وعبر الراهبين فلما رأى الحرس الذين على باب المدينة تصوروه بصورة اله. وبنى هيكلا حسنا بالحسينة وجذب عليه احد العرب في طريق سيفا فجفت يده واستشفى القديس فشفاه وتنبي على بناء الموصل وعظم شأنها ولما ملك العرب زادوا على بني كسرى. وكان في الصوم لا يأكل الا البقل حسب واستناح ودفن في ديره ويسمى دير ربن برقوسرا وهو كرسي مطران الموصل. وطيباريوس الملك احسن الى المساكين وصحح القول بالجوهرين وبطل الصلح في ايامه بين الفرس والروم بخروج الارمن وقصدهم الفرس وعاود الفرس قصد الروم فانفذ موريقي صاحب جيشه في سبعين الفا واسكنهم جزيرة قبرس ولشجاعة موريقي وفضله زوجهٌ الملك بابنته ووصى له بالملك اذ لم يكن له ولد. وكانت مدة حزقيال في الرياسة عشر سنين ومات ودفن بالمداين.