نسيب تومرصا وكان زاهدا رحيما عاقلا يصنع المعجزات ولما رأى
قيوما ما هيأه الله من اجتماع النصرانية واستقامة الامور كتب
الى كل مطران واسقف في مدن الشرق فصاروا اليه في بيعة المداين
واجتمعوا بحضرته مع مروثا المتطبب اسقفف ميفارقين قال لهم انتم
تعلمون اني لا اصلح لهذه الرئاسة لضعفي وخطاتي وانني وهبت نفسي
لله جل وعز لما لم اجد احدا يبذل نفسه لله تبارك وتعالى
ولخوفي من دروس النصرانية من المشرق ودروس بيعها والرياسة
منها والان فقد كشف الله ما كنا نحازره بالملكين المباركين
وهذا الاسقف المبارك وزال الخوف. فانا اسألكم ان تعفوني من
هذه الرياسة وتنصبوا لها غيري ممن يختاره الله جل اسمه لكم
وعلى ايديكم، فبكوا وقالوا له كيف تستحل هذا وقد وهبت نفسك
لله جل ذكره وصبرت على الشدايد ووجب علينا ان نكون عبيدا لك.
فلم يزل يتضرع اليهم حتى عقدوا معه رياسة الفطركة لأسحق هذا
المذكور بالمداين على الرسم واشترطوا عليه ان يكون شبيها
بالولد بين يدي قيوما الشيخ المبارك ولا يمضي شيئا الا عن رأيه
ففعل اسحق ذلك ووفاه اكثر مما شرط عليه الى وفاة قيوما فلما
توفي دفن بالمداين. ولم يزل مروثا الاسقف المتطبب يٌعرف اهل
المشرق كل سنة وحكم اهل المغرب كاان اتفقوا عليه وقت اجتماعهم
وثبت ذلك منه فقبلوه منه واثبتوه عندهم واعلموه ان المغربيين
اخوتهم وشركاؤهم. وجمع ماروثا من عظام الشهداء الذين استشهدوا
بالمشرق شيئا كثيرا ونسخ كل كتاب وجده لهم وحمل ذلك معه فخلف
بميفارقين في كرسيه بعضه وذلك معروف هناك الى هذا الوقت يتبرك
به ومضى بالباقي الى المغرب وفرقت في البيع واجتمع مار مروثا
مع ماية وخمسين اسقفا كانوا اجتمعوا بقسطنطينية فوصف لهم صحة
امانة (ايمان) اهل المشرق وديانتهم وصبرهم على الشهادة وقال
ان ذهابه كان سببا للخير لانه رأى (من) هؤلاء القوم وتواضعهم
وخلوص نياتهم ما صاروا في نفسه بمنزلة الروحانيين فان ليس في
مداينهم ولا في بيعهم خلف في المقالات ولا نحل ولا ميل الى
غير ما جاء به الانجيل ورسائل فولوس السليح وما دوّنه لوقا
السليح من اخبار السليحين. واستأذن الملك في الرجوع الى المشرق
والتبرك به فأذن له فعاد ومعه اسقف امد الى تل يقال له اقاق.
وكان في ايام هذا الاسقف بطريق من بطارقة الروم قد سبي قوما من
باعربايا ونواحي الجزبرة زهاء اربعة الاف انسان منهم اساقفة
هذه النواحي فقال هذا الاسقف لا يجمل بنا ولا تقبل صلاتنا
واخوتنا هولاء قد سبوا من بلدهم ونراهم على هذه الحال ولا
نخلصهم فباع كل حلية لسائر بيع بلده من ذهب وفضة فاجتمع من ذلك
ستة عشر الف درهم فاشتراهم وردهم الى اوطانهم فوقع ذلك من فطرك
المشرق اجمل موقع. وتوفي اسحق الفطرك ودفن بالمداين وكانت مدته
احد عشر سنة.
تغيير:
07.19.2021
جميع
المواضيع تعبر عن آراء كتابها وليست بالضرورة رأي الموسوعة