مار ايشوعياب اروزنايا الاول 582

 

من اهل باعربايا وكان فاضلا وتعلم بنصيبين على ابرهيم المفسر واسيم اسقفا على ارزن وكان هرمزد الملك يحبه ويكرمه لانه كان يكاتبه باخبار جيوش الروم. فلما مات حزقيال ووقع التشاجر في معناه ومعنى ايوب المفسر وانتهى الامر الى الملك وامر باجلاس ايشوعياب وحضر الاباء وعقدوا له الرياسة ودخلوا كلهم على الملك فاكرمهم ورد الاباء الى كراسيهم بكرامة وتقدم الى عماله ياخذ رايهم في الامور وغلظ ذلك على المجوس. وعمل قوانينا وفسر الرازين. وكان الحد بين مملكتي الروم والفرس ونصيبين. وظهر في ايامه جماعة من الرهبان وبنى كل منهم عمرا واقام اسكولا واظهروا الايات والمعجزات وتقلد ملك الفرس كسرى ابروز ابن هرمزد عند خلع الناس لهرمزد ابيه. وكان حدث السن جميل الطريقة وعاونه موريقي ملك الروم على بهرام صاحب جيش ابيه وتزوج بابنة موريقي واسمها مريم ويقال انها كانت تسمى ايضا شيرين، وفي ايامه تمجس قس لمحبة الدنيا واحب الملك ان يعلم هل ذلك منه عن نية والتمس منه ان يقدس كما كان يفعل فافرد بيتا وقام ليقدس قلما بلغ وقت نزول روح القدس راى كسرى البيت مملوءا نورا وملايكة ولما خرج القس تعرى من جميع ذلك النور فانفذ كسرى الى مار ايشوعيب الجاثليق يشاورة في بابه فقال الامر اليك فصلبه وزاد باكرام النصارى والنعمن ابن المنذر ملك العرب كان شديد التمسك بدين الحنفاء يعبد العزّى وهي كوكب الزهرة فلحقته ضربة من الشيطان ولم ينفعه كهنته شئ فشفاه شمعون اسقف الحيرة وسبريشوع اسقف لاشوم وايشوعزخا الراهب فتنصّر واعتمد ولداه المنذر والحسن بعده وكان الحسن اشدهم تمسكا بالنصرانية وكان لايمنع تقدم المساكين اليه اذا دخل البيعة. وانفذ ملك الفرس ايشوعيب الى موريقي ملك الروم بهدايا ورسائل واشياء التمسها فقبلت منه الهدايا وأكرم وظمت مرتبته. وقال له الملك ان من الجمع الذي كان بقلكيدونية انقطعت بيننا الكتب وبينكم ولسنا ندري مقالتكم ثابتة كما كانت لم تزل او غيرتم منها شيئا. فاريد ان نكتب لي مقالتكم لاقرأها وانظر كيف هي. فكتب له المقالة المشرقية فلما قرأها استصوبها هو والفطرك الذي كان بحضرته وسأله ان يقدس القربان في بيعتهم ليتقربوا منه ويتقرب هو من القربان الذي يقدسه فطركهم ففعل ذلك وقال انما ننكر عليكم انكم حرمتم رجلا لا يجب تحريمه فانقلبتم الى الخلاف والى الاماانة الضعيفة. فقال له الملك ان كان نسطوريس يقول بهذه المقالة التي كتبتها فليس هو محروم وان كان يقول بغيرها فهو محروم فلا معنى لذكره انتم لنا ونحن لكم. وانصرف على هذا وتوفي بعد خمسة عشر سنة ودفن بالحيرة في دير هند اخت النعمان.