بربعشمين: (343-347م)

 

الجاثليق وتفسيره ذو الاربعة الاسماء وهو ابن اخت شمعون برصباعي من اهل باجرمي وكان مشهورا بالتقى والصلاح واسيم سرا في منزل بعض المؤمنين لما كان عليه سابور من التواثب على النصارى وأسام سرا الرؤساء على البلاد وكان سابور يقصد الكهنة ظنا منه اذا  افناهم تمجس النصارى واتصلت المكاره وطال بالنصارى استتارهم ثم ظهروا مدعيين باسم المسيح فقتل منهم في دفعتين ماية الف نيف وثلثين الف انسا واستشهد مار ميلاس وجماعة الرؤساء وفطن بالجاثليق  بربعشمين وجماعة من القسان والشمامسة فانكر رياسته بغير اذنه وحبسه وقيده وحبس معه ثلثة عشر نفرا من الكهنة وعذبهم بالضرب العنيف والجوع والعطش مدة احد عشر شهرا حتى صاروا سودا من عظم ما عانوه من طول الامر وراسله وبذل الرياسة في المجوسية تبذل له مالا فهزأ به القديس وقال كلما أكثرت من قتل النصارى كثروا. وقتل بحيث قتل شمعون مستبشرا وقتل اولائك الثلثة عشر نفسا واجتمع خلق من النصارى لمشاهدته حتى كان يقع بعضهم على بعض فقال المجوس حقا متى قتلوا كثروا. ودفنه ومن كان معه اسقف الاهواز الى جانب جنديسابور وكتب  الى اصحابه وحذر من اقامة جاثليق لتبطل رياسة النصارى وكانت مدة بربعشمين عشر سنوات. ولما هزم ملك الروم ليزدجرد اغتاظ سابور ووثب على يزدين صاحب مشورته وكان حسن الامانة وعذبه وقتله وخلق من النصارى وعند قتل بربعشمين صلواته معنا افكر جماعة الاباء الذيم كانوا في حبسه وتفرقوا ونصّروا الناس وكسروا الاصنام وبنى عليهم ديرا عظيما واجتمع فيه من العلماء والمتعلمين خلق وزاد في ايام مار نرسي. وكان قرداغ الشاهد من عظماء المجوس وقلده سابور من باجرمي والي نصيبين وخافه النصارى لشجاعته وانتخبه المسيح فرأى في منامه مار سرجيس يبشره بأنه يتنصّر قبل استتام بناه كان يبنيه وعند انتباهه لم يلتفت الى الرؤيا فرأى عبد ايشوع الحبيس في منامه  ان يمضي اليه وينصره فلما فلما صار اليه امر بحبسه وخرج يلعب في ميدانه بالصولجة فالتصقت الكرة بالارض ولم تزل فقال بعض اصابه اني رأيت الراهب الذي حبسته قد عمل بازائها شبه الصليب فعاد واستشرح منه مذهب النصارى وتعلمه ومنع نفسه اكل اللحم وشرب الخمر ومكث مدة ملازما للصوم والصلوة. وعرف الروم تقاعده عن الحرب فعاثوا في بلده فخرج وهزمهم باسم النصرانية وعاد فهدم بيوت النار وبنى مكانها البيع وانتهى خبره الى سابور فلم يصدق وكان يحتج عنه فانكر الموبد هذا عليه وامر باحضاره والصبر عليه مدة ليعود الى التوبة فانفذ اليه بقايدين بعد تقضي المدة المحدودة ومقامه على امره ليخرج ويرجم. وكان اسحق الراهب يقرأ عليه قصة اسطفانوس الشاهد وكيف رجم ليقوى قلبه . ورجم ومات واخذ النصارى جسده ودفنوه ليلا وبنيت عليه بيعة باسمه يعمل فيها ذكرانه. ويوليانوس الكافر في هذه الايام نشأ لانه عصا على قسطنطين واحب عبادة الاصنام والسحرة الذين التحفوا به وكان القديسان اتاناسيوس وجريغوريوس صاحب أنزينزو اخبرا بما يكون منه ويقال انه جمع السحرة ليخبروه هل يصير ملكا ام لا وبيما هم في جمع شياطينهم بقتار ذبايحهم وبخوراتهم حتى خاف ورسم على نفسه رسم الصليب فتفرقوا ووبخوه واعتذر وعادوا حتى صاروا الى الجحيم. وقيل ان سبب ردته ان اخت الملك اودعته مالا وجحدها واوجب عليه الملك اليمين ومنع الكهنة من الصلوة وقتل يوحنا فم الذهب ولما بلغه وفاة قسطنطين كتب الىاوسابيوس فطرك رومية يحثه على الرجوع عن النصرانية والتقريب للاصنام وضمن له الرياسة العظيمة وانفذ اليه هدايا وانفذ اليه ثمانين رئيسا من خدم الاصنام ليجعله رئيسا عليهم وجمع اوسابيوس الناس وخطب عليهم وأعلمهم مايجري وشجعهم وعرفهم قصر المدة. وكان عدد من صبر معه نيف وخمسين الفا. وغيرهم من الحنفآء واليهود ومن استولى عليهم الشيطان فانقادوا للكافر وورد الرسل البيعة فمنعهم البوابون من الدخول كما وصاهم الفطرك وخرج اليهم القدس وسلموا اليه الكتاب فخرقه وامرهم بان يقولوا له كما ان اول كتاب منك خرق هكذا هكذا تخرق مملكتك وينسفك دمك في البلاد والحنفا واليهود اشاروا على ابن خال يوليانوس الوارد بالهدايا ان يبني ليلا على البيعة حصنا لينحبس من في الهيكل ويبني دكة القرابين ففعل وكاتب يوليانوس بما جرى واجتمع النصارى والرهبان والرواهب وهدموا السور وقتلوا الثمنين نفسا واستوهب الفطرك منهم ابن خال يوليانوس وهرب واعلم صاحبه ماجرى فصعب عليه واستدعى منجمه واستعلم حاله واعلمه صاحبه ما جرى فصعب عليه واستدعي منجمه واستعلم حاله واعلمه بانه  في اول امره غالب وفي اخره لا يعلم ما يكون منه واعلمه ان برومية شيخان يحفظانها ولا يمكنان منها وان الملك لا يتم له الا منهما وبعد حين الملك يأخذ منهما ورأى له مداراة اهلها فخرج ولما قرب منها كاتب اهلها  بالخروج  واعلمهم اانه لا يواخذهم على فعلهم ورسم لهم لبس البياض لانه يعبد لالهته وانه عزم على اخذ برنس الملك والتاج فخرجوا اليه بالسواد ومنعوه من ذلك  وقالوا لا نعطيك ذلك حتى يٌركل انسان على مذبحه ففعل واخذ البرنس وغيروا زيهم وخرجوا اليه وفرق الاموال الجليلة  وآثر قتل الفطرك واعلمه منجمه ان لا قدرة له عليه لاجل الشيخين اللذيين احدهما عن يمينه والاخر عن يساره واحضره  ليقتله وقال له ليس اقتلك لسبب دينك فتفرح لكن بسبب الثمنين نفسا المقتلين.  فقال له لا قدرة لك علي فامر بكتفه والقاه على دكة الاضاحي واضرم النار حوله  فصعد بنفسه وجلس واضطرمت النار فهبت ريح فرقتها فاحرقت الحنفا وخدم الاصنام ونجا الملك على كرسيه وبقي القديس واقفا مكانه وعاد الى البيعة فاستقبله الناس بالمسرة العظيمة وبعد ثلثة ايام عاود يوليانوس لعتبه واستدعاه  وقال له لانقدر ان ايشوع الناصري خلصك وقتل من قتل  وانما الالهة غضبت على خدمها في اصعادها على دكة الذبيحة نجاسة وتوعده بالهلاك فقال لله القديس الناصري يهلكك ويجعلك حدثا في العالم وامر بالقديس فاقيم وجعل قدامه ناشبة  ووراه سيافة فكانت الناشبة اذا رمت السهم يرجع عليها والسيافة اذا اوقعت الضرب تجف ايديها منها فاشار منجم الملك عليه بصرفه والخروج من المدينة فخرج بعد حبس  الفطرك وتثقيله بالحديد وقصد قسطنطينية وكتب الى اهلها مثل ذلك ولما ٌقرئ كتابه وثب بعض الاخيار فخرق كتابه وعند قربه من المدينة خرج اهل المدينة فاستصلحوه. والذي خرق الكتاب تزيا بزي غلام من خدمه حتى لما تمكن ضرب يده على وجهه وقال الويل يلحقك وسقط تاجه من رأسه واخذته الحراب واستشهد ثم اخذه السامعون له ودفنوه فاختار من اشراف المدينة رجلا يقال له يوبيانوس وجعله صاحب جيشه وخرج تلقاه اليهود من بيت المقدس ومعهم الاصصنام وذبحوا لها واكلوا من اللحوم المحرمة عليهم من الله تقربا اليه ووعدهم اذا عاد يبني البيت الذي هدمه بخت نصر. وبلغه حسن بيعة الرها من يوبينانوس وهدمها فاشار عليه وقال ليس في مملكتنا مثلها والصواب ان تقف الى ان تعود وتجعلها بيتا لالهتنا واستصوب رأيه وكتب الى اهل الرها يعدهم الاحسان وانه ينفذ اربعين رجلا ويغسلون البيعة وتكون بيتا لالهتهم فخرقوا كتابه فأمر يوبينانوس بالمسير واعلمه ان الموت عند النصارى هو حياة وان مبلغ ملكنا هو ماية سنة يعني ملك الاكاسرة فتوجها نحو المشرق فلما بلغ  نصيبين كتبوا اهل الرها بيعتهم المسوح وناحوا على قسطنطين وحران استقبله اهلها وعبدوا معه الاصنام فلما قارب نصيبين حول الفرس عنقه اليه فخرق ارجوانته يعني وسط تاجه فحزن لذلك وخبر الاحبار بان هذا لان في جيشه نصارى فان الالهة غضبت لذلك فأمر ان يصرف النصارى من عسكره وعادوا الى الرها. واولوغ مطران نشيبين وقال من احب ان يتبعني الى ملكوت السما فليبادر ويتمسك بالايمان ولا ينثني فتبعه خلق وعرف ذلك يبيانوس فقصدهم واظهر ما كان ستره وامتنع من العود الى المعسكر. ورأى في منامه ملق يقول له قد قبل المسيح فعلك انفذ الى تدبير العسكر ولاتظهر ايمانك فانك ستعود وهذا الخلق يؤمن على يديك فلما خرج عسكر الروم وعلم قوتهم وافرج عن اولوغ المطران والتقى العسكران واذا بصوت يهتف من السما نشابه تاتي يوليانوش ويصطلح العسكران فقال يوليانوس لعسكره ما هو هذا صوت الهتنا لكن هذا صوت انسان سمى  نفسه الله فقتله اليهود ولم يتم قوله حتى وافته نشابه فانتزعها بيده وبرز الدم وقال خذ يا يشوع الناصري ووصى بدفنه واقاموا يوبيانوس مكانه ليعود الناس الى مواطنهم وكانت مدته سنتين وسبعة اشهر وقتل بها خلقا من النصارى على ضروب لا تحصى وهدم البيع الجليلة واعن اليهود على بيت المقدس وكانوا كلما يبنونه نهارا ينهدم ليلا فاخرج عظام يوحنا المعمدان واحرقها بالنار واخذ شماسا كبير السن كثير التقى وذبحه وأكل كبده وأطعم من حوله فوقعت اضراسهم واخذ برقوس الذي هدم بيت الاصنام ولطخه بالعسل واقامه في الشمس وسلط عليه الزنابير مطالبا بردة فما ضره ذلك . وهرب من يده اتاناسيس وكان في عسكره خلق يتمسكون بالنصرانية وامتنع من قتلهم لئلا يكرمهم الناس كالشهداء. ومار اوجين القديس ابرأ ابنة سابور من صرع فاطلق له بناء الاعمار وعظم في نفسه وعرض عليه الاموال فامتنع وعاد من اذية النصارى وقتلهم. وفي هذا الوقت استناح اتاناسيوس اسقف الاسكندرية. وفي هذا الوقت احضر فاذيس الاريوسي غلاما وضئ الوجه وفسق به على المذبح ونصب صورته على الهيكل وقال ان كان المسيح حيا حقا سينكر وواليس هذا حاضر مضى الى قتال بعض اعدائه فاعترضه اسحق الراهب فقال لاتمض فلن تظفر فقال اظفر وارجع واقتلك فمضى وهٌزم عسكره وحرق  هو بالنار وتمت نبوة اسحق الراهب عليه. وفي هذه الايام بني عمر كمول بالجزيرة وسببه ان بعض خواص سابور كان يتقلد نصيبين فلما رأى العجائب والنور الذي ظهر من السماء عند قتل شهدوست صار يمنع سابور من قتل النصارى واطلق منهم خلقا ووشي به الى سابور ولم يصدق وكان يسل الله اعانته وترك مملكته ومضى الى ربن مار اوجين وتعمد وسمي يوحنا فطلبه سابور فلم يجده وحصل في مغارة بقرب قرية كمول  وظهرت على يده معجزات ومات ودفن في مغارته. ووافى من بعده ربن اوكاما تلميذ مار ابرهيم وبني في الموضع عمرا. وفي هذه الايام ظهر اوناميس وكان يعتقد ان الاب خلق الابن خلق الروح وكان يمتنع ان يذكر على المعمد اسم التثليث لكن اسم المسيح حسب فلما اعمد واليس الملك احلفه ان يعتقد مذهب اريوس وان يجلي الاساقفة الذين يعتقوم تساوي الاقانيم. وفي هذه الايام ظهر مار يونان صاحب عمر الانبار وهو تلميذ مار اوجين وكان عارفا بالطب والفلسفة واطرح العالم وزهد ولزم الصوم والصلوة وكان يقرب الى قسطنطين الملك وكانت له معجزات وورد العراق واقام بالانبار زمانا واجتمع اليه رهبان وعبد المسيح الحيري بنا عمره الذي هو الان فيه ونقله اليه مار عبدا الحيري ولما مات عبد المسيح ودفن في العمر في الهيكل الصغير بسرة المذبح. وفي هذه الايام ظهر يوحنا صاحب عمر بازيدي وهو من تلامذة مار اوجين وكا يدع كرخه ويطوف القرى وينصّر الناس وبني عمرا كان قديما بيت للاصنام وكان الرهبان اذا خرجوا بسبب الماء ترجمهم الشياطين فاخرجوا تابوت القديس وتركوه على العين وزال ذلك وردوه فدفنوه في بيت الشهداء وكان ربن سابا في هذه الايام وهو احد ثمانية وعشرين نفسا صحبوا ربن مار اوجين من برية مصر وعلى اسمه عٌر واحد وتلامذة مار اوجين كثيرا لا يحصصون. منهم احّا وحصل ببازبدي وبنا ديرا كبيرا وكان رهبان هذا العمر يستقون الماء بالزرنوق وهو اصغر من الدالية ويتأذون وبحيل (شفاعة) آحا القديس وبصلوة ايشوع سبرن الراهب نبع لهم عين ماء من تحت المذبح واستغنوا عن التعب وسمي عمر الزرنوق. وانتخبه الله على يدي يوسطا القديسة واسيم مطرانا على افريقية وعمل ستة وعشرين قانونا باجتماع من تسعة وعشرين اسقفا وعمل كتابا يحتج عن النصرانية وعمد خلقا وقتله بعض ملوك الروم. وظهر برشبا القديس وابرأ زوجة سابور واخته من صرع كان بهما واستصحبته الى مرو ونصر البلاد وبنا البيع والاعمار وعمد وتبعه خلق وتفرق بعد ذلك تلامذته وكان اسقفا وتلمذ خراسان وما والاها وتوفي فحزن عليه الناس وفي اليوم الثالث رأوا نورا يخرج من قبره وظهر وعاش خمسة عشر سنة وبقي في الاسقفة سبعين سنة وكان هذا يحسن عناية بالناس وجرى هذا في الاية مجرى مقام موسى النبي في البرية حتى دٌفن القبيل الخارج من مصر وكحياة مار جيورجيس الشهد ويوحنا الديلمي دخل النار وخرج وكان هذا لافادة المؤمنين ولما مات برشبا كٌتب اسمه اول مطارنة مرو. ولما مات سابور ولي ولد ابنه مكانه ووالدته شيرين وكانت حسنة الامانة والعناية بالنصارى وبني البيع. وفي هذه الايام ربن شليطا وهو من اصحاب مار اوجين بالاسكندرية وجاهد اصحاب اريوس وطرده الوالي لانه كان اريوسيا وصار الى اقبط وابرأ رجلا من البرص واعتمد لاجل ذلمك خلق ووافى الى مار اوجين وقصد بازبدي وتلمذ المجاورين لهذا الموضع وكسر صنما كانوا يعبدونه وبني مكانه ديرا. وحدث  في هذه المدة زلزلة عظيمة في المشرق والمغرب ووقع في قسطنطينية برد عظيم في شهر تموز وزاد الماء زيادة عظيمة وغرقت مدنا عظيمة بالروم واهلها بعد موت سابور وكان مدة ملكه سبعين سنة وشهور فقلد اخوه اردشير الملك فعسف الناس واذى النصارى وثقل على الرؤساء فاعترضوه وقد خرج في صيد وقتلوه وتقلد ممالك الروم تاذاسيس الكبير وكان شجاعا رحيما. ورد الاساقفة الذين نفاهم واليس وطرد اصحاب اريوس وجمع ماية وخمسين اسقفا رئيسهم ميليطوس فطرك انطاكية وذيوذوروس اسقف طرسوس وجريغوريوس صاحب نوسا وجريغوريوس صاحب انزينزوا وغيرهم وصححوا امانة (ايمان) الثلثماية وثمانية عشر وحرموا ماقذونيس الذي نقض الروح القدس عن مساواة الاب في الجوهر وجمع المقالات في كتاب ووضعها على المذبح فرأى في منامه ان الصحيح منها مقالة الثلثماية وثمانية عشر فطرد من يقول بغير ذلك وهدم بيوت الاصنام في ساير ممالك الروم وقصد تسالونيقا وقتل منها سبعة  الف نفس وكانت مدته سبعة عشر سنة. (.) وهدم هيكل ارقاديس الصنم وكانت ايام تاذاسيس الملك مصلحة للنصرانية ونفي منها الاريوسية وكانت مدة الجاثليق ثلث سنين وقتله سابور وبقيت البيعة بغير رئيس اثنان وعشرون سنة الى ان ملك يزدجرد.