مار باباي 457

 

الجاثليق الفطرك من اهل التل على نهر صرصر واختلف فيه هل كان حنيفا او مجوسيا وكان فهيما عالما بالفلسفة طالبا للمذاهب فلقيه بعض الايام احد الاسكوليين بالمداين وعليه بردة خلقة  فاستزاره وقال الا تجملت ولبست او لعلك مانوييا  فقال انا نصراني وهذا ينبغي ان يكون قناعتي من العالم والذي يحويه العالم الفاني فاخذه بابوي الى منزله وسأله عن عمره (كنيسته) فاعلمه انه من دير مار عبدا بدورقني فمضى بابويه الى الدير وتعمد هنااك وعاد الى المدايين وكد نفسه في قراءة الكتب البيعية وعمد سائر اهله وعلا امره في النصرانيية حتى اختير فصار برضا الكل جاثليقا  في بيعة المداين على الرسم. وطاف البلاد واسام الاساقفة وجمع مالا كثيرا. وكان فيروز امر ان ان لا يسام على النصارى رئيس ولما رقي اليه مخالفته لامره حبسه واخذ ما معه وما للبيعة واحل به العقوبات وبقي سنتين في الحبس وقصد فيروز النصارى قصدا قبيحا وكان يطالبهم سنتين المجوسية واعداد الحطب لبيت النار وبقى الامر على هذا حتى وقع الصلح بينلاون ملك الروم وبين فيروز فأزيل ذلك واطلق الجاثليق وآثار العقوبة عليه وهو كالشجاع ولاطف بابويه اصحاب الملك ليكثروا وصفه والنصارى يطعنون عليه لاخذه الرشا على الكهنوت وانبساط الناس في طلب الرياسة وبالمال لم يوثروا حتى كان يقال هذا اسقف فلان وفلان وكان المؤمنون يدبرون البيع ويعملون القربان في بييوتهم ويعمدون خارج البيعة وكان النسماء يدخلون بيت العماد باذن الاساقفة  لمشاهدة المعمودية وكثر الزنا والتزويج على غير السنة واجتمع الاباء لمعاتببة بابوية وحظروا  التزويج بامرأة الاب والاخ وبامراتين وعملوا قوانين غير هذه وقاومهم بابويه باساقفة معه وحرم كل منهم صاحبه وكتب برصوما مطران نصيبين سنهودس اطلق فيه تزويج الكهنة والديرانيين الذين ى يمكنهم ضبط نفوسهم احتجاجا بقول فولوس. والزم فيروز النصارى السجود للشمس والنار والكواكب فامتنع قوم فقتلوا وجرى عليهم المكروه واجاب قوم وكتب بابويه الى زينون ملك الروم يشكو الحال وعرض بما قاله بنو احننيا في بخت نصر وهو اسلمنا الله الى المملكة الكافرة الفاجرة وانفذ الكتاب فاحتال برصوما مطران نصيبين واخذه وانفذه الى فيروز فصعب عليه واستدعى الجاثليق واعترف له به واعتذر اليه فلم يسمع منه فسامه ان يسجد للشمس فلم يفعل فعلقه باصبعه التي شان الخاتم ان يكون فيها حتى مات. واخذ جسده قوم من اهل الحيرة ودفنوه عندهم وقدم اسمه في سفر الموتى لاجل الشهادة. وقيل ان فيروز التمس من بابويه رجلا حصيفا يرقى الييه اخبار الروم فاختار برصوما فلما وقع بينهما افسد برصوما حال بابويه عند فيروز وكتب بالشرح الى الروم وبما هو فيه فتلطف الى ان اخذ الكتاب وانفذه وكان برصوما حاضرا فقرأه واشعيا الذي طرده بابويه يفسره باقبح مخرج وان برصوما بادر ندما فسرق الكتاب وقال ان اشعيا حرّف فأمر فيروز بقتل بابويه. وفي ايامه ملك لاون الملك وكان على مذهب القلكيدونية وفي السنة الثانية من ملكه كانت زلزله عظيمة بالقسطنطينية سقط فيها بيع كثيرة ومنازل. ومات لاون وملك زينون زكان هذا  رئيسا لقطاع الطريق وحظي عند لاون لخدم يخدمه وجعله صاحب جيشه وزوّجه بابنه ووصى له بالملك بعده. وطرده اخوه من الملك. وبقي سنتين وعاونه الروم وعاد وقتله  وتغير ففي آخر امرره وصالح ملك الفرس وكانت في ايامه مجاعة عظيمة في بلد الشام. وبعد عود فيروز من بلد الترك قدّر ان سلامته كانت بنفسه عاد الى شره ورام ابطال دين النصارى وعاود الترك وتقدم الى مرزبان كان له ان يهدم البيع والديارات الى حيين عوده فهدم اسكول مار عبدا وهرب النصارى وفي يوم واحد قنل في اجتيازه ثلثماية رجل من النصارى ولما رأى الترك رجوعه اليهم حاربوه وهزموه وقلوا خلقا من اصحابه وخاف ان يأخذ اسيرا فقتل نفسه بسيفه وكفيت الدنيا شره واراح الله البيعة من يده. وكانت جثلقة بابوية خمس عشر سنة وبرصوما تزوج بمامويه الراهبة واطلق للاباء والكهنة التزويج.