من
سواد العراق عالم بالفارسية وغيرها عقدت له الرئاسة بغير رضا
جماعة الاباء وقدم اسمه على غيره لطول صبره واحتماله الملمات
الؤلمات والآيات التي ظهرت فيه التي اسٌتدلً منها على لطف
مكانه. وفي ايامه بدأ يكتب الاقلاسيسطيقات. وخرج في اول رياسته
هرمزد بن اردشير الى نواحي المغرب وقيل فى حكاية اخرى انه
سابور وقصد انطاكية وما يقرب منها واوقع باهلها وسبى منها سبيا
كثيرا وخلقا من الاسافقة والمومنين وفطرك انطاكية واسمه
دامطريوس وصار بهم الى الاهواز وبنى لهم مدينة سماها جندي
سابور واسكنهم فيها. فقيل له انت فطرك انطاكية تسمى باسم
الفطركة وتدبر من معك من السبي فقال معاذ الله ان افعل ما ليس
هو لي بحق ولا اءطانيه روح القدس ولا سلطني عليه. وكان فافا
الجاثليق اطلق له ان يسمى بالفطريركية كما كان بانطاكية ويدبر
امور اهل السبي معه فامتنع فجعله حينيئذ مطران جنديسابور وصاحب
اليمن عند الاجتماع والمتقدم في اسياميذ الجثالقة. وفي ايامه
تنصر الملك الزكي قسطنطين وبعد ملكه بستة سنين كان اجتماع
الثلئماية والثمانية عشر وكتبوا سجلا مجردا بعقد الاباء
المشرقيين الفطريركية لرئيسهم وشرطوا فيه ان لا يشكو احد من
اهل المشرق رئيسهم الى الاباء الغربيين مخاطبة ولا مكاتبة ولا
مراسلة. واتسعت النصرانية في المشرق بتفرّق السبي في البلاد
وبنيت البيع. وقيل انه خلط واسام على كرسي اسقفين واجتمع
الاباء الموافقة ومنهم ميلاوس اسقف السوس وغيره فلم يرجع واغاظ
لهم (؟؟؟وزعم انهم يقرفونه بمحال). فضرب بيده على الانجيل
متجاسرا ومستشهدا له فجفت يمينه وصار مثلا وخافت الناس ورجعوا
عن فعلهم وعلموا ان ذلك لمحله عند المسيح فاعجل له العقوبة
وطولع له بالحال ابآء المغرب فانكروها واكبروها واكدوا ما
كتبوا به من منع اصحاب جاثليق المشرق من اعتراضه وجعلوه حاكما
عليهم وحاكمه المسيح. وكان ابآء المغرب يعظمونه. وانفذت اليه
هلانا بالطاف ونفقات لبناء بيعة بالمشرق وفخمت خطابه. وكان
يعقوب مطران نصيبين المشهور بالايات يفخم امره ورسائل مار
افريم تتضمن الطعن على من جنى اليه ما جنى. واستناح في ايام
سابور بن اردشير وكانت مدته سبعين سنة من رياسته. وفي ايامه
قٌتل داقيوس ملك الروم وهو الذي كان صاحب جيش فيلفوس. وفي
ايامه كان اهل الكهف وعددهم سبعة وهولاء فتيان من اهل افسوس
هربوا من يد هذا القتّال واستتروا في مغارة وماتوا فيها وبعد
ثلثمائة وسبع سنين بعثوا في ايام تاذاسيس الكبير لصحة القيامة.
وفي ايام داقيوس حدثت زلزلة عظيمة برومية دفعتين في شباط ومات
خلق كثير وسقطت منازل كثيرة. ووقع الفزع على الناس حتى قتل
داقيوس وقتل فطركين لرومية وعدة قسان. وتفرد دونطوس القس
برومية برأي طريف وانه لا توبة لمن كفر بعد المعمودية واجتمع
ستون اسقفا وحرموه. وكان ملوك الروم يتم يتموجون قبل قسطنطين
في الاحسان الى النصارى والاساءة اليهم بطغيان من يطغيهم من
السحرة وكان كل من ساء اليهم يظهر فيه من الايات الصعبة. وبني
ساير المدن التى اخربها سابور واستغنى اهل بلاد الروم وجميع
من كان فيها من الغرباء. وظهر جماعة انتحل كل منهم مذهبا وعمل
مقالة يطول الشرح بذكرها من جملتهم السيتية وغيرهـم وتستروا
بالنصرانية. واجتمع لاجل ذلك الاباء عدة دفعات وقرروا ما هو
مسطورا في القوانين والحروم. وظهر جماعة تفردوا في البلاد
والجبال وعملوا الايات والمعجزات منهم جريغوريوس صاحب المعجزات
وكان هذا القديس يبرئ المرضى ويفعل الجرائح ولما جعل اسقفا على
قريطوس (فونطوس) وجد فيها من المؤمنين سبعة عشر نفسا ولم يزل
ينقل الناس الى الايمان حتى مات ولم يبق فيها من المرتدين الا
سبعة عشر نفسا. وفي ايامه دار مار اوجين صلوته معنا بارض القبط
ووافى نصيبين وسكن في جبل الازلى وابرأ اولاد عامل نصيبين من
امراض شديدة فاعتمد واهل بيته وتنبأ على ما يكون من اريوس في
البيعة ومجمع الثلثمائة والثمنية عشر وطاف بلاد قردى وبازبدي
ونصيبين وتلمذ الناس بها وشاخ وتفرق تلاميذه وبنا عمرا (كنيسة)
واستناح ودفن في عمره (كنيسته). وكان في ايام هذا الاب صلوته
تحفظ كل المرسومين عشرة من الملافنة يقاومون اهل سيمون ومرقيون
ومانى وغيرهم. والملك لبهرام فلما شاهد الجثالقة والاساقفة لا
يتزوجون على مذهـب المانوية امر بقتل المانوية وتعدى الامر الى
النصارى ولحق مار فافا الفطريرك أذية عظيمة وتظلم النصارى الى
الملك واحب ان يعرف الفرق فاجاب مار فافا بان المانوية يعتقدون
اقنومين والارض ذات حياة والانفس تنتقل من جسم الى اخر ويرون
ان التزويج نجس والنصارى يعترفون باله واحد ويرون التزويج
وانما يمتنع الروسآء سياسة ليواظبوا على الصلوات ولا يكون لهم
شئ يشغلهم فاستحسن الملك الجواب وكف عنهم. وفي ايام دقلاطيانوس
الملك هٌتك النصارى بالشام وقتلوا واحرقت البيع وصمم على ان لا
يدع نصرانيا في مملكته وبقى الامر هكذا سنين الى ان تعطف الله
واهله اقبح هلاك. وفي ايام فطرك الاسكندرية فطروس ظهر اريوس
وافسد قلوب الناس وكان دقلاطيانوس الملك قد انفذ ليقتل فطروس
هذا فلما علم ذلك اريوس وكان تحت حرمه كره ان يٌقتل وهو تحت
حرمه فجمع جمعا ومضى ليساله في حله فامتنع وحرمه ثانية ووصى
القسين الذين كانا يٌديران بيعة الاسكندرية ان لا يرضياه
واطلعهما على ما اعلمه الرب من امره وغدره وسؤ مذهبه وانه رأى
في المنام حدثآ له اثنا عشر سنة وجهه يلمع كالشمس وثوبه مشقوق
بنصفين وانه لما استعلم من خرفه قال اريوس خرقه وحذرهما منه
وعرفهما انه يستشهد ولما سمعأ ذلك والمومنين انصرفوا عنه
ووصلوا اليه رسل الملك فقتلوه بالسيف بعد ان مضى الى البيعة
وسجد وصلى عند قبر مرقس الرسول واخذه قوم ليلا ولفوه في ثياب
وحملوه ليلا الى البيعة ودٌفن. وقوي امر اريوس وكان اريوس يقول
ان الابن الازلي مخلوق واستشهد بقول سليمن الحكيم على الحكمة
بان الله خلقها اول خلائقه وغير ما في الانجيل من ذكر الاب
والابن وروح القدس ومنع الناس من التسبحة بذلك وجمع الخسندروس
الفطرك مائة وعشون اسقفا وحرموه وفي جملتهم اوسابيس مطران
قيسادية صاحب الاخرونيقون. وصار فطرك الاسكندرية اتاناسيس
الكبير واحتمل من اريوس واصحابه المضض واجتمع اوسابيس
القيسراني وجماعة يسلونه في اطلاق اريوس من حرمه لانه ذكر عوده
من طغيانه وكان قد كتب امانة وعلقها على صدره تحت ثوبه ويحلف
ويضع يده على صدره انه يقر بهذه الامانة فيتوهم السامعين انه
مقر بالامانة الصحيحة. ولما لم يجب اتناسيوس الى اطلاقه كتبوا
الى الملك في ذلك فلجأ اتناسيوس الى الله وساله ان يكفيه امره،
واعتزموا على ادخال اريوس الى البييعة يوم الاحد رغما من
اتاناسيوس وفي طريقه اللتمس البراز فخرج ثربه مع معاه وحمد
القديس الله على ذلك. وكان بالاسكندرية شماسا اشتهر مذبه حرمه
فطروس الفطرك واطلقه بعد ذلك الخسندروس الفطرك واسامه قسا وانه
عاود امره وبينا هو يخطب حتى ذكر قول سليمان في الحكمة الرب
خلقني اول خلايقه ولما استفسر على ذلك قال هذا هو الابن وان
خلق الروح. فجمع له مائة اسقفا وحرمه. وان اريوس استعان
باوسابيس وغيره في الكتابة من الملك فلم يجاوب وجرى من الامر
ما ذكرناه. وصار له من بعد شيعة كدرت البيعة ومن البدع التي
فعلها اصحابه ان حملوا امرأة زانيه حتى ادعت على اوسطائيس
الاسقف الحبل. واجتمع لذلك خلق عظيم فحلفت فقطع من كهنوته وان
الله اجّل بها العذلب والصرع حتى اذعنت بغيها بانها كذبت عليه
وان حبلها من اوسطائيس الصائغ. وانهم وشوا باتاناسيوس الى
قسطنطين الملك بانه خلع طاعتته وانفذ الملك لاحضاره ولما جاء
وافقوا امرأة زانية بان تواجهه بانه احبلها وكان معه قس حصيف
يقال له طيماثاوس فحين ادعت ما ادعت بادر اليها فقال اتدعين
ذلك علي فقالت نعم انت فعلتت ذلك فانكشفت الحيلة. وكانوا
يكثرون الوقيعة في اتناسيوس عند قسطنطين وادعوا انه قد منع
الميرة من مصر وكانت الميرة بالاتفاق قد تأخرت فنفاه عن كرسيه
ستة اشهر ورأى في منامه ما ازعجه وارعبه فرده وامر بدفنه اذذا
مات الى جانب قبر نفسه في الايوان. وترصدوا لقتل هذا القديس في
الطريق فهرب منهم ولقيه جماعة من اعدائه فغشي الله ابصارهم عنه
وسألوه أرأيت الفاجر اتاناسيوس فقال نعم امامكم. وفي ايام فافا
كان مار سرجيس ومار بكوس وكانا نديمين لمخسميانوس الملك وكان
لهما محل في خدمته وكانا يبطنان النصرانية فسعي بهما اليه ومضى
الى بيت الهته ليقرب فتأخرا فاحضرهما وسألهما عن اعتقادهما
فاعلماه واجتهد في اعادتهما الى عبادة الاصنام فلم يفعلا
فعذبهما انواع العذاب فضرب عنق سرجيس وبكوس بالسياط ودفنا
بالرصافة من عمل الفرات، وظهرت من سيلبسطروس عجائب كثيرة وصبر
على مكروه اهل البدع وقاومهم. وكان برومية تنين عظيم يجتمع
اليه السحرة ويقربون اليه جارية بكرا وكان اهل رومية قد مرضوا
من رايحة فيه وكان في مغارة ينزل اليها ثلثماية وستين مرقاة
والقديس ضمن لهم بان عادوا عن ضلالهم ان يريحهم منه. فاجابوه
وعمل سهرا ورأى في منامه فطروس وفولوس يأمرانه ان يعمل رازينا
على باب المغارة وينزل اليها من غير خوف ويقفل ابواب نحاس فيها
ويقول لتكن هذذه الاقفال مقفلة الى ظهور المسيح بأمر فطروس
وفولوس ففعل ذلك ورقي سالما بعد اليأس منه وآمن الخلق. وبعد
هذا ظهر الملك قسطنطين وكان المٌلك مشتركا بين ابرعة هو
احدهموكان احسنهم نية ومنسواه يقابل النصارى بكل قبح. وحصلت
مملكة الروم لقسطنطين جميعها في سنة ستماية وستة عشر للاسكندر
واستعصصى عليه مخسميانوس بالشام وصصعب عليه امره وعزم على
المسير الى محاربته ولم يكن بعد عرف النصرانية وهالانا امه
كانت تستر امرها في اعتقادها وتسال المسيح ان يهديه. فاضمر ان
أي اله أعانه عبده ورفع رأسه الى السما ورأى شكل الصليب وقيل
له بمثل هذا الشكل تظفر وعلم ان هذه الصورة تختص بالنصارى
فاعتقد الايمان ورأى المسيح في منامه يأمره ان يأخذ صاحبٌ جيشه
تلك العلامة فانه يغلب ففعل وغلب وصار ذلك عادة للروم الى
الان. وللما دخل المدينة خافه النصارى وهرب الاسقف. وكان به
وضح فحثه الحنفاء على قتل الاطفال بالمدينة ان رام الشفاء
وارتفعت الضجة وزحم الناس واطلق من كان اخذه ولما جنّ الليل
رأى في منامه ان يتطلب سالابسطرس الاسقف فقال له اين الها
النصارى الذين رأيت في منامي فقال الاسقف ليسا بالاهين لكنهما
تلميذي المسيح واحضرت صورتهما في البيعة واقرّ بان اياهما رأى.
ووعظه الاسقف وبرهن له عن دين النصرانية واعتمد وسقط في الحال
من جسمه كالقشور وتعمد معه اثنان وخمسون الف انسانا سوى
الصبيان والنساء وازال سالابسطرس عادة اهل رومية في تسمية
الايام السبعة بالسبع الكواكب. ولما عرف صاحب الشام ما جرى على
صاحب رومية التمس الصفح وفتح البيع والديارات وانكر عليه ذلك
السحرة وعاود المخالفة والاذية فهزم وقتل اولاده. وكتب قسطنطين
بصيانة النصارى والبيع. وبقي من السنة السابعة الى الستة
الحادية عشر بغير عماد لانه احب ان يتعمد في الاردن وكتب الى
اوسابيوس القيسراني ان يقلع بيوت الاصنام ويبنب في مكانها
البيع ففعل ذلك. وشوش اليهود قلب قسطنطين واروه ان الله هو
ازال برصه وما للمسيح في ذلك شئ وجمع من رؤسائهم اثني عشر ومن
الاساقفة اثني عشر يناظروا حجة اليهود ولزم دين النصرانية
واجتهد في اظهار الحق. وتوجهت هالانا امه الى اورشليم في عسكر
بالاموال والستور للمذابح والذهب والفضة وكشفت عن حال الصليب
والمسامير حتى وجدت كل ذلك وكان اليهود قد دفنوه وطرحوا عليه
المزابل حتى صارت كالجبال واستخرجت الصليب بنشر الاموال على
ذلك ونهب الناس لها واخرجت الصلبان والمسامير وامتحن صليب
المسيح فيها بان ترك على ميت فعاش وقوم قالوا على زمن فقام.
وصاغت من المزامير حلية للجام ابنها. ورجع اوسابيوس عن معاونة
اريوس وحرمه واخرجت كتبه باسرها واحرقت. ونفى قسطنطين اليهود
والوثنيين وبنى مدينة سماها قسطنطينة بمشاورة الحكماء وهي التي
كانت تسمى قديما بوزنطية كان مساحتها قديما عشر فراسخ فزاد
عليها فرسخين وجعل على بابها مقبرة للملوك ومقبرة للفطارك
وميادين للعب ونقل اليها ذخاير الملوك وعظام الشهداء وخشبة
الصلبوت وبنى بيع عظيمة وديارات جليلة. وداخل لوقنوس بالشام
الحسد ةعصى على قسطنطين وكان زوج اخته فاحتمله حتى لم يبق
احتمال ولما تبين غدره قتله وزاد في الاحسان الى اخته. ولما
شاهد قسطنطين اختلاف المذاهب والاعتقادات احب ان يقر الحق
مقره. فمن اصحاب المقالات تلميذ لسمون كان يعمد الناس ويقول من
اعتمد فهو اجل من الملايكة. واخر يقول ان سبعة ملايكة خلقوا
العالم واياهم عنى الله بقوله تعالى تعالوا نخلق بشرا على
صورتنا ومثالنا. وظهر رجل يقول ان الحية امرت حاوا (حواء) ان
تجامع زوجها ولولاها لم يكن العالم ولذلك يجب اكرامها وان في
كل يوم كّون سماء جديدة وعدد السماوات على عدد ايام السنة.
وظهر رجل يقال له مرقيانوس وكان يقول ان العالم من خلق
الملائكة وان المسيح من المباضعة. وعصى اليهود بمصر والشام على
قسطنطين وانفذ قتلهم. وظهر رجل اسمه والنطينوس يقول ان المسيح
انزل معه من السماء جسدا وانه جاز في مريم مثل الماء يجتاز في
المجرا من غير ان يكون اخذ شيئا منها. وظهر رجل اسمه قذرون
يقول بالهة كثيرين اجتمعت فخلقت العالم ويجحد القيامة. وظهر
مرقيون يقول ان الالهة ثلثماية وستين وجماعة مثل مرقيون
والورينوس ومن ادعى انه ادى الرسول او غيره فمن ذكروا انهم احد
التلاميذ. وعاموس وعودي والسيمونية والمرقيونية والمانوية
والشمشاطية وغيرهم مما لا فائدة في ذكرهم ولاجل ذلك ان الاباء
جمعهم في نيقية واجلّهم سنتين وكان عدد من حضر سوى من تتأخر
الفين وثمانية واربعين ابا في سنة ستماية وستة وثلثين للاسكندر
ووقفوا على ما كتب به اسقف اورشليم فقبلوه بالتصديق وابطن
بعضهم غير ما اظهر. وكان المحقون ثلثماية وثمانية عشر اسقفا
كانوا في غاية التقى والزهادة وثبت في نفس الملك والعظماء
صدقهم لما رأى اشتماله عليهم من المحن وصبرهم على فقد اعضائهم
والعذاب الذي لحقهم بسبب الدين. ومنهم توما اسقف مرعش. وكان
الاريوسية حبسوه نيف وعشرين سنة وعذبوه بانواع العذاب وكانوا
يقطعون منه في كل حول عضوا واحدا وبقي بدنه كالعود المحترق
بالنار سوادا ويبسا تقشفا ونسكا. وكان المؤمنون يظنون انه فارق
الدنيا لاجل ما لاقاه وعملوا له الذكارين لظنهم انه توفي.
واجتمع في المجمع انوار صنعوا ايات يضاهون تلامذة السيد منهم
يعقوب مطران نصيبين واقام ميتا بحضرة الملك في المجلس. وتخلف
عن الحضور بطرك رومية لشيخوخته وانفذ قسا من ثقاته. وفافا
الجثليق ايضا تأخر لعلو سنه وانفذ شمعون برصباعي وشهدوست
ولفضلهما تقلدا فطركة المشرق. واتخذ للثلثماية وثمانية عشر
بيتا عظيما يسعهم ووضعت فيها الكراسي على حسب درجهم ولما
ترتبوا حضر الملك في نفر من خواصه وبدا بتقبيل الارض قدامهم
وقدام اسقف مرعش وتبرك من سايرهم ومن مواضع النكايات منهم
فوضعها على عينيه. ويقال انهم كانوا اذ اعدوا خرجوا ثلثماية
تسعة عشر وبالحساب اذا اثبتت اسماؤهم خرجوا ثلثماية ثماية عشر
فعلم ان المسيح بينهم على حسب وعده انه حيث اثنان منكم او ثلثة
فانا بينهم. ووضع للملك كرسيا في الوسط دون كراسيهم وسأل بخشوع
وخضوع اقرار الحق مقره على قانون الرسل لنفع الالفة بين الناس
وابرز سيغه وخاتمه ودفعهما اليهم وقال لكم السطان السماوي ومني
السلطان الارضي وامضوا الحق والقوا الكلمة فبكم تتم الحياة.
فبركوه وجزوه خيرا وتدارسوا وقرروا مقره الحق ودونوه بعد
استملاء ما كان في صحيفة الخسندروس وامروا بتلاوته في وقت
القداس ليرسخ في القلوب ويعنمد وتزول بها سنة اهل الشبه. وكتب
بها الى سائر الاقطار وذلك في السنة الحادية عشر من الملك
قسطنطين. وبعد استقرار الامانة وما قرره من السنهودس تشاغلوا
بعمل حساب يعتمد في الصوم لان الحاجة كانت تدعو الى الاستعانة
باليهود فيه. وسالت الجماعة اوسابيس القبصراني عمله وتوجه في
جزيرة مدة ثلاث سنين وادام الصوم والصلاة حتى عمله بموهبة
المسيح له. وولد سبور الملك في ايامه وشرع في بناء المدن ولما
قسطنطين الملك ااخذ سابور في هدم البيع واذية النصارى وقصد
نصيبين والتمس اولاد قسطنطين ولم يتم له ذلك بصلاة مار يعقوب
مطرانها والفاضل مار افريم. وسلط الله ليوليانوس فخرب بلاده
ولما مات وملك يوبيانوس عاد واطلق البيع ولم يثبت بعد يوبيانوس
بل ررجع الى شره لان كهنة الاصنام اقاموا في نفسه انه اذا قتل
النصارى عاش ابدا.. وكان ملكه ثلثة وثلثين سنة وعمره خمسة
وستين سنة وفرق الملك في اولاده. واوسابيوس فطرك رومية جمع
اربعين اسقفا وعلم ان قسطنطينوس سيموت وان يوليانوس يتقلد
والشقا الذي الحق النصارى في ايامه وقصدوا قسطنطين فتولوا
الصلاة عليه والتبرك منه واظهروا التفجع بفقده وأكلوا الطعام
فقال اوسابيوس لا يؤكل في مثل هذا اليوم لحم ابدا وكان يوم
الاحد قبل الصوم باسبوع وبقي ذلك رسما دائما وهو رفع للروم
السبة قبل الصوم وهو سنّة في المشرق والمغرب فلما ملك بوبيانوس
ازاله فحل ايضا اهل المشرق ذلك ثم عاد اهل المغرب. ودفن
قسطنطين مع والدته وانصرف الاباء الى كراسيهم ووثب يوليانوس
على النصارى كالليث الضاري وكان ملكه ثلثة سنين.