مار اقاق 484

 

قريب لبابويه الجاثليق وتعلم مع برصوما في اسكول الرها وكان فاضلا ولما وقعت المشاجرة بين بابويه وبين برصوما خرج من الرها وصار الى المداين وبقي فيها ملفانا مدة ايام بابويه ونقض رسالة لبرصوما واختير للجثلقة وعقدت له بالمداين على الرسم بالاجتماع عليه وقاوم المجوس وحبسوه وعمل عدة ميامر على الصوم والامانة (الايمان) ورد على القايلين بان الجوهر واحد. وبرصوما قرّف اقاق بالزنا والفجور وذللك زاد على اقاق فجمع جمعا من الاساقفة والمؤمنين وادخلهم مخدعا كرها وكشف سؤته واراهم واذا عضو التناسل من لا يكون (الا) مثل النواة فتحيروا وعلموا يقينا براءة ساحته مما حٌكي عنه. وعلم ذلك برصوما وخجل واعتذر وبدا يتلافى زلته بتربية الايتام والافاضة على المساكين وعمل دار المرضى وكان يقيم بهم والزم القسان والتزويج وكان يعتبهم لانهم كانوا يحتجون اذا حضروا البيعة بانهم شربوا ماء فلا يدخلون المذبح ويعلم سبب ذلك. واصلحت الحال بينه  وبين اقاق. وانفذ فيروز الملك اقاق برسالة الى ملك الروم واجتاز بنصيبين وصحبه برصوما ومضيا فاكرمهما الملك واعترض امانتهما ورضي بها والاباء. ولما عاد اقاق الى نصيبين ضجّ اهلها من برصوما وعددوا بمساويه وخاف برصوما منه فقال لا اكافيك على شئ فعلته فقال لهم اقاق احضروني منه خيرا لاصرفه فهذا بلد لا يحتمل ان يبقى بلا رئيس  واصلح بينهم وصعد برصوما وخطب واطال في ذكرى التوبة. وفي هذه الايام انتشر اصحاب ساوري ويعقوب بالمشرق وعمل قوانينا وقوي امره بجلوس انسطوس الملك لانه كان على مذهبه وزاد في قديشا الغير مايت مصلوب من اجلنا وشغب الناس على انسطوس الملك في نسب الله الى ذلك  وخرج عليه صاحب جيشه وكان صحيح الامانة (الايمان) واعتذر واستصفح مدة وعاود ونفى جماعة من الديرانيين والاساقفة معاونة لساوري وكان ساوري اقام في ديربناه اصحاب اوطاخي وكانوا لايقبلون العماد الا فيه لانهم اعتقدوا ان الامانة فسدت باعتقاد الجوهرين في المسيح على ما قرره جمع قلكيدونية. ولما دنت رئيس هذا الدير الوفاة حاروا وقالوا ممن نقبل الكهنوت بعدك فاعطاهم مغفرة وقال اتركوه على راس المسام فقطعوا يده وجعلوها مع المغفر واقام ساوري في هذا الدير ورأى اساقفته وحرم من قال بالجوهرين واستعان بانسطوس الملك وكتب الى البلاد والى فارس بمقالته. ويعقوب السروجي كان قديما صحيح الامانة وتربى مع برصوما في اسكول الرها فلما رأى ميل الملك الى ساوري قال بمقالته ونصرها وعمل ميامره واثبت للمسيح جوهر واحد وان الالم حلّ بجوهر اللاهوت. وفي هذه الايام كان المعلم العجيب مار نرسي من اهل معلتيا ولقي تاودولوس تلميذ مار ذيوذوروس وباركه وسماه لسان المشرق وشاعر النصرانية ونقله برصوما من الرها الى نصيبين وفسر بها عشرين سنة واجلسه برصوما مكان ربولا الملفان وكان يفسر ويقري ويعلم  ولا يتجاوز اتباع مار تاذوروس وقصد الناس من الامصار ليسمعوا علمه وقيل انه قال ثلثماية خمسة وستين مامرا وبقي يفسر بنصيبين خمسون سنة. وعند كونه بالرها كان يسب قورلوس فصعب ذلك على قيوري اسقفها وعلى ساوري ويعقوب فاحتالوا في تلفه بان يحرقوا قلايته وهو فيها فيتلف فأشعره بعض قسانه مّمن يحب الامانة الصحيحة باطنا بذلك فهرب الى بعض الجزاير وقال ؟؟؟؟؟. وكان معه ابرهيم ابن اخته وكان قديما اسمه نرسي وكان  يقاوم من يقول بالجوهر. وكان برصوما يزرو مار نرسي يوما في الجمعة واجتازت مامويه يوما بباب مار نرسي ورأت الزحمة عليه فحسدته واغرت بينه وبين برصوما فتباغضا. ويعقوب السروجي تشبه بمار نرسي في انشاء الميامر. وكثر الموت العظيم بنصيبين لما كان عليه اهلها وبصلوات مار نرسي كٌشف. ويقال انه كان اذا فسر يحضر مجلسه ملائكة متجسدين وكان يتبع مار تاذوروس في اقاويله. ولما استناح مار نرسي دفن في البيعة التي على اسمه وكان على جلوسه في الملفنة ستين  سنة. وجلس بعده ابرهيم ابن اخته وبعده يوحنا تلميذه وبعده يوسف الاهوازي  وهو صاحب الفحّام بتسعة نقاط. وطلب فيروز الملك  اليعاقبة وقتلهم وقتل منهم بتكريت خلق وتمجس الباقون ويعقوب البرادعي هرب بأن لبس بردعة على شكل المتصوفين ومضى الى سروج واسام ثم نحو ثمانين الف قس وشماس. ويقال ان فيروز الملك ظفر منهم بعد ذلك بقوم يلبسون الحديد فتنكر لباسهم وقتلهم وقتل من اليعاقبة في شرقي الموصل خلق. وأصل تزوج برصوما يمامويه الراهبة ان محله عند فيروز الملك وقدره عظيم وامره ان يتزوج اكراما له على عادتهم فاجابه خوفا وهكذا لحق بابويه من  هرمزداد ابن بهرام وانه احضره امراة حسناء وامره ان يتزوجها فاخذها وسلمها الى اهله سرا. وقيل ان فيروز امر ان توخذ ضياع من لا زوج لها ولما خرج الى نصيبين تلقاه المطران وعقدت له القباب ونثر عليه دراهم فاقتضاه بذلك يعني التزويج واعلمه انه في الطلب وان مامويه الراهبة كانت حسناء وذات ضياع ويسار فخافت ان يأخذ ذلك بعدها فسألت المطران ان يوقع اسمه  عليها ليكون ذلك للبيع ففعل وانه لما حضر مجلس الملك اعلمه ذلكك واستدعاها فلبست فوق الصوف البياض فاستحسن ذلك منها ومن عقلها. وقيل انه لم يعرف منها ما يعرف الرجال من النساء وانها هذا شرطت عليه ويقال انه فعل ذلك ليسهل للكهنة التزويج بعد موت ازواجهم خلافا على المذهب اليعقوبي لما كان يرتكبونه من القبائح واستحسن هذا الفعل المؤمنون. وكثر المتصوفون الذين ينادون بمذهب ساوري ويعقوب السروجي بالمشرق  ولما شاهد اقاق الحال حرمهم وقطعهم وحذروا ان يعهدوا او يقيوا في المدن التي فيها اساقفة. واصطلحا وبرصوما. ولما ملك بن فيروز استخرج المياه وبني المدن ورأى ان يقوي مذهب زرداشت في اباحة النساء والرجال اباحة البعض مع البعض وغلظ ذلك على المجوس لاجل نسائهم واجتهدوا الى ان خٌلع. وملك بعده انوشروان وكان متفلسفا محبا للنصارى فظهر مذهب ماني وعدل عن مذهب زرادشت وهو الذي بنى الايوان باسفانير. واليشع مطران نصيبين عمل كتابا في الامانة لما التمس قباذ ان يكتب الناس اعتقاداتهم ونقله اقاق الى الفارسية وعرض عليه فاستحسنه. وعند توجه اقاق الى بلد الروم التقا وبرصوما ونرسي وتاودولوس تلميذ ديودوروس وكان قد اطال الزهادة حتى ان شعره كان على وجهه فلما حضر الى عنده سماهم باسماء من غير ان يراهم ودعا اقاق عمود المشرق ورصوما بضياء المشرق ونرسي بلسان المشرق وتبركوا منه. وعاد اقاق من بلد الروم على ان يقثرس برصوما مطران نصيبين لان الاباء والفطرك ببلاد الروم والاساقفة خاطبوه وقالوا لم اسكت عن برصوما لما سعى ببطركه حتى قبل فوعدهم بالكشف فلما استقر بالمداين وافق ذلك موت برصما فامسك وكان عذره عند فطرك الروم اننا في سلطان من لا يطلق لنا  الانتصاف منه  واستناح مار اقاق ودفن بالمداين وكانت مدته خمس عشر سنة.