الرسول عبراني من السبعين الذين صحبوا سيدنا المسيح ارسله تاوما احد
الاثني عشر الى المشرق وتبعه مار ماري تلميذه بعد صعود سيدنا الى
السماء بثلثين سنة والملك افراهط بن افراهط الرهاوي ولم يكن من ملوك
المشرق من يعنت النصاري فنمت النصرانية بها وعظم الاقرار بايشوع
المسيح. ولما ورد ادي الى الرها نزل فيها عند رجل من الاتقياء واشعر
بوروده لابجر وتحقق ابجر [ملك مملكة الآشوريين] ان وعد المسيح الذي
وعده ان يرسل اليه تلميذا له بعد ان يرتقي هو الى السما قد تحقق
فاستدعاه وحين حضر ادي سجد له ابجر لانه راه بخلاف صورة البشر
والحضور عجبوا من ذلك عجبا شديدا واعترف له بانه تلميذ المسيح ابن
الله الحي فقال له ادي لاجل *ايمانك انفذني لاشفيك من مرضك وانقذك من
بحر الخطايا فقال له ابجر لقد هممت بقتل اليهود الذين في عملي لما
اقدموا عليه من قتل سيدي المسيح والاطفال بسببه مع كراهية لذلك
واعلمه أدّي ان هذا كان بالتدبير السماوي فأمر ابجر ووضع الرسول يده
عليه وشفأه من برصه وجميع اوصابه في الوقت وكثر تعجب الناس واحضر
جميع المرضى في عمله ورسم ألرسول صليبا وعوفوا فأمر له ابجر بمال
فامتنع عن قبوله وقال مجانا أٌعطينا مجانا نعطي واعمد ادّي ابجر
وسائر من في اعماله حتى اليهود وبنى البيع وتوجه احي وماري الى
نصيبين واعمد اهلها وانفذ ماري الى المشرق واحي الى قردي وبازبدى ثم
توجه ادي الى المشرق وبدا بناحية حزة والموصل وباجرمي وعاد الى مدينة
الرها وتوفي فيها بعد اثنتي عشرة سنة في حياة ابحر بالوقار والكرامة
ودفن في البيعة الكبرى بالرها. ونتنيال بن تلمي ولبّي الملقب بتدى
وتوما من الاثني عشرة وادى ومارى واحى من السبعين تلمذوا المشرق
واستقامت امور النصرانية على ايديهم احسن استقامة الى ان ملك الفرس
الدفعة الثانية والى ملك اردشير بن بابك من نسل ساسان كانت السلامة
شاملة. فلما ملك شابور بن هرمزد الثامن من ملوكهم في سنة احدى *
وثلثين لملكه قصد النصارى وقتل شمعون بن صباعي وادى قصد مع احي ومار
ماري بلاد الرها والموصل وبابل والشمال والجنوب وبرادي المغرب بعهد
كتب لهم ولسائر التلاميذ حجة في ايديهم شمعون واكثر الاباء يشرحون
فيه نعمة سيدنا عليهم وحلول روح القدس في العلية عليهم اجمعين وانه
سلطهم على الحل والعقد بقوة الروح وانهم قلدوا هؤلاء الرسل ارض
المشرق ولهم ان يحلوا ويعقدوا ويسيموا الكهنة ومن ناواهـن
(عاداهم-خالفهم) فقد ترض لسخط الله ومن اطاعهم فله الحياة من عنده.
وابجر سمي الاسود لاجل البرص الاسود الذي كان به. ويقال ان الجواب
الذي اجاب به سيدنا لابجر بخط توما في قرطاس مصري محتفظا به يخرج في
الاعياد للتبرك منه وحنان المصّور الذي ارسله ابجر رسولا الى سيدنا
إجتهد في ان يأخذ صورة المسيح ولم يتمكن وان سيدنا اخذ المنديل الذي
كان مع حنّان فمسح به وجهه فحصلت فيه صورته وانفذه الى ابجر وحصل هذا
إلمنديل في بيعة من بيع الرها بين قرميدتين وهما صخرتين ولما قصد
الروم اهل تلك البلاد وهادنوا اهلها وقع الشرط على ان يسلموا المنديل
اليهم وفعلوا واثرت الصورة في القرميدتين. ويقال ان المصّور لما ورد
في طريقة منبج ظنه اهلها متجسسا *فترك المنديل بين قرميدتين فاثر
فيهما واخذ المنديل وعند ايمان اهل منبج ظهرت لهم الاعجوبة في
القرميدتين فحملوها الى الرها وبنا عليها اليونانيون بمنبج بيعة
والصورة في المنديل كالصورة في الديباج المدفون وانها تتغير على
المتأمل لها اذا نظر اليها وربما غابت عنه. وابجر كتب الى طاباريوس
الملك يحرضه على قتل اليهود الذين في مملكته ففعل. واحى الرسول بعد
عود ادى الى الرها مضى الى الجبل والاهواز وتخوم السند وما قرب اجوج
وماجوج وعاد الى قردى وبازبدى وبيت النهرين وعاد الى الرها وذكر انه
يوم ثلثين من تموز توفي. وقيل ان كتب العتيقة كانت تقرأ بالرها
بالعبرية وبعض الاساقفة امتعض من ذلك ونقلها الى السريانية ونقل
الحديثة من اليونانية الى السريانية امونيوس الغزي وقوم قالوا ان
ططيانوس الذي عمل الانجيل المسمى ذياطاسارون وصارت الكتب تقرأ
باليونانية وبالسريانية .
|