في المقالة
التالية سنبين هل يمكن ان يكون المعدان أحفاذ الكلدان
القدامى؟
وما
هي الروابط بينهما، كما يضعها بعض الكتاب. |
هل هم كلدان.. حقاً ؟ |
يوسف شيخالي
23/06/2009
تختلف النظريات حول من هم
الكلدان. وقد جاء ذكر الكلدان في التاريخ القديم لبيت نهرين كجماعة
تمتهن التنجيم دخلوا مملكة بابل
بمجموعات كبيرة
غير انه لا يستطيع احد ان يؤكد على انهم كانوا قسما من
الشعب البابلي
الاشوري ام انهم اغراب دخلوا بابل وامتزجوا بالبابليين
كما امتزجت
وانصهرت اقوام اخرى في بابل.
بعد سقوط بابل سنة 539 ق م.
أخذ ذكرهم يتلاشى كمجموعة او كمنطقة جغرافية. على العكس من الاشوريون
الذي ظل ذكرهم كشعب وكمنطقة جغرافية يتكرر في المنطقة الشمالية من
بيت نهرين قبل المسيحية وبعدها. كانت المنطقة الشمالية من عراق اليوم
تسمى «آثور» ونرى لقب «اشوري» يتكرر مراراً،
مثل ططيانوس الاشوري ونعمان الاشوري..الخ. وكذلك
كانت احدى ابرشيات كنيسة المشرق تسمى «أبرشية آثور». وحتى بابل كانت
تسمى «اسورستان» ابان حكم الدولة الساسانية.
ظهرت تسمية الكلدان مجدداً سنة
(1445م) حينما انشق بعض مطارنة كنيسة المشرق في قبرص وتبعوا
الفاتيكان. استغلت الفاتيكان هذه التمسية لزرع الشقاق في كنيسة
المشرق. فقد حدثت ثلاثة انشقاقات أخرى بعد ذلك في كنيسة المشرق، التي
كانت الفاتيكان سببها، وفي كل انشقاق كانت المجموعة المنشقة تطلق على
نفسها تسمية «الكلدان»، وكلما عادت المجموعة الى الكنيسة الاصيلة تكف
عن تداول هذا اللقب. وجاء الانشقاق الرابع سنة (1838) وظل قائما الى
اليوم بعد ان اطلقت الفاتيكان على الكنيسة المنشقة «كنيسة بابل على
الكلدان».
ظلت الكنيسة الكلدانية خلال
هذه الفترة ومنذ تأسيسها سنة (1838) بعيدة عن العمل القومي. بل
ومعارضة لتأسيس منظمات سياسية، لكي تكون
الكنيسة هي المؤسسة الوحيدة
المهيمنة على مقدرات الشعب، خوفا من أن تصبح المؤسسات السياسية
القومية تنافسها في الزعامة. واستغلت الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية
انصياع رعيتها لقراراتها بدون ممانعة، فمنعت قيام اية حركة سياسية
قومية كلدانية، بل على العكس من ذلك فانها شجعت لازدياد المؤسسات
الإجتماعية والخيرية والمهنية..الخ. طالما
ان تكون تحت وصايتها ولا تتجاوز الحدود المرسومة لها.
وظلت الكنيسة الكلدانية تمانع
اي عمل قومي، ما عدا بعض الالقاب الواهية التي كان يطلقها بعض الكهنة
مثل الامة الكدانية، الشعب الكلداني..الخ، حتى سنة 2000م حيث ظهر
انعطافا في سياستها القومية، وتدخلها المباشر في السياسة. فشجعت على
تأسيس منظمات سياسية، لا بل ساهمت في تأسيس البعض منها بواسطة بعض
مطارنة الكنيسة.
ولكن لم تكن الكنيسة
الكلدانية وحدها تدعي «الكلدانية» فهناك من يدعي بان معدان العراق هم
الكلدان. وايضا من يدعي بان البلوش هم الكلدان.
فقبل عدة اعوام عرضت القناة
التلفزيونية الامريكية «ترافل»
برنامج حول
الحضارات
القديمة وحياة شعوبها، وجاء المعدان في التسلسل الخامس. والمعدان هم
من شيعة العراق يعيشون
في
مناطق الاهوار
جنوب العراق. والشئ الملفت للانتباه هو في سياق التكلم
عن سيرة حياتهم
كانت هنالك محاولة لربط المعدان وهم من شيعة العراق (باجدادهم)
السومريون
والكلدان!..
أما البلوش، يقول رياض نجيب
الريس في كتابه العرب وجيرانهم ص17«يرد البلوش أصلهم الى العرب سكان
ما بين النهرين والى الكلدانيين من نمرود وبيلوس...». وارتأيت ايضاَ
ان انقل مقتطفات من بعض البحوث الغير مثبتة الاتي:
البلوش أولاد كوش-
Kush
وهم المعروفون من سلالات نوح عليه السلام . وقد
كان مقرهم سورية وبابل. و لقد اشتهروا باسم «بيلوس». فقد كان لكوش
ولدان. احداهما كاشس-
kushites
والثاني اسمه بيلوس-
Belus
. وقد انقسمت سلالة كوش فكان النمرود هو أعظم ملك
كلداني. وقد كان بلوث، أو «بلوش» هو الابن الوارث « لكلدة» . وإننا
لنجد سلسلة طويلة من الملوك الكلدانيين المنحدرين من سلالة «بيلوس».
وفي الوقت نفسه فإن البلوش الأوائل يصعدون بنسبهم إلى قبيلة الملوك
الكلدان المتفرعين من «كوشيت». وقد كان أول ملك قوي مقتدر كلداني هو
(النمرود) وقد خلفه على الملك «بلوس» لك بابل - عام (1240) قبل
الميلاد .
فمن هم الكلدان، سلالة الكلدان
القدامى؟
هل هم اتباع الكنيسة
الكلدانية، أم المعدان، أم البلوش؟
أم انهم جميعهم اخوة في
القومية الكلدانية؟
|